القصة القديمة تقول أن سلحفاة سبقت أرنب بجلدها ومثابرتها للوصول إلى نقطة الهدف، لم يكن هذا الإلهام وحده الذي سنكتسبه من السلحفاة، بل سألمح للجانب الفني، إذ أن على قوقعة السلحفاة تشكيل رباني، يمكنه أن يلهمنا الكثير حول الإكساء والألوان. وعدد هذا التشكيل يدللنا على عمرها، بمثل الرمزيات الفنية التي نستخدمها في صناعة هوياتنا لندلل على العدد !
هل يمكن أن تلهمنا السلحفاة أيضاً ؟! الإنسان القديم تبصّر من خلال قوقعة السلحفاة حمايتها لنفسها، وضحك كثيراً حين احتمت منه بهذه القوقعة الصلبة .
لكنه لم يضحك على نفسه حين صنع بمثل قوقعة السلحفاة درعاً يحميه أثناء القتال، وكذلك لم نضحك على أنفسنا في الوقت الحاظر، حين وضعنا فوق رؤسنا مظلات، كتقوس السلحفاة، تحمينا من المطر والشمس . وهكذا تنسرد القصة ليصنع الإنسان التقني شعاراته التي تدلل على الحماية والقوة بشكل الدرع، كشعارات برامج مكافحة الفيروسات على الحاسوب، وشعارات السيارات ذات السرعة والأمان العالي كبورش ولامبورغيني وفيراري .
لنعلم أن السلحفاة حول العالم تأتي بثمانية أنواع وأبرزها نوعين، اختلفت بالتشكيل الجلدي، واللون، والحجم، وهذا ما صنعته الشركات التي استخدمت هذه الدلالات، باختلاف مجالاتها .
ما أود الوصول إليه أننا حين نصنع أعمالنا الفنية، فإن من أساليب الاستلهام هي المصادر الحقيقة، فلو أردت أن تلون عملاً، فانظر لطريقة تلون الحرباء، انتقالاً لأسلوب تلون الببغاءات، إلى أسلوب تلون الحمار الوحشي الأحادي . فسبحان الله .
التفكير بمثل هذه الطرق، سيشاغب الذهن، ويجعله يتحرك باتجاهات قد توجد له أسلوباً خلاقاً لينجح به عمله، وهذا دوماً ماعلى الفنان أن ينطلق منه بيئته وحياته، والأساليب التي يقرؤها .
مقال رائع و محفز نحو خُطى مُثمرة بوركت
أحسنت في إصابة الهدف